الصهيونية والقدرة المطلقة

الصهيونية والقدرة المطلقة
من يتابع ما يكتبه بعض الكاتبين العرب والمسلمين عن قدرات الصهيونية والصهاينة، وما يصفون به حالهم في التدبير والتنفيذ، يكاد يظن أن الكاتب في مقاله، أو المؤثر في بوابته التي يخطب فيها، يظن أنه موظف مأجور، نصبه الصهاينة لهذا الغرض، ليصيب أمته باليأس والإحباط والقنوط .
وفي الأعم الأغلب حال الكاتبين على غير ذلك، بل إن منهم المخلصين للدين والأمة، ولكنهم وقعوا فيما أريد لهم أن يقعوا فيه، وهو ترداد مزاعم العدو عن نفسه وقدراته، إلى حد المبالغة التي تجعل من العدو إلهًا في الإرادة والفعل، ولا رادَّ لإرادته ومشيئته وفعله إلا فعل إله آخر! فهل الصهيونية بهذه القوة التي يتحدث عنها البعض والتي سنذكر بعض تجلياتها؟!
وقبل أن أجيب بصورة عملية واقعية، أقدم بمقدمة أراها مهمة لفهم عقلية المبالغة.
فالمتابع لمؤرخات التاريخ العالمي وكذلك الإسلامي يجد أنها في كثير من الأحوال تميل للمبالغة؛ المبالغة في الأحداث، وفي الأعداد، وفي النتائج، المبالغة في الفعل وفي ردة الفعل.
فمثلا في التراث الروماني، تظهر جيوش المملكة بمئات الآلاف، والسبايا والعبيد بالملايين، وقتلى المعارك مثلها، مع أن إيطاليا في هذا الوقت لم يكن تعدادها أكثر من تعداد المغرب، أو سوريا في وقتها، ولكن الحدث التاريخي تحسنه المبالغة.
وكذلك في التراث الإسلامي يميل المؤرخون للمبالغة، فمثلا جيش الروم في اليرموك يقترب من نصف مليون، مع أن هناك موانع عقلية كثيرة لقبول هذا العدد، ليس فقط لأن عدد السكان لا يسمح بحصول هذا العدد، ولكن لأسباب أخرى منها ضيق سهل اليرموك عن احتمال هذا العدد الكبير، وصعوبة التواصل بين الفرق مع الامتداد لأميال كثيرة، وصعوبة حركة التموين والإمداد، وصعوبة التعرف على العدو من الصديق وغيرها من الموانع.
ولكن هذا العدد يلفت الانتباه، ويأخذ العقل أكثر من الأرقام الواقعية التي يحتملها الصواب أو الظن القريب.
وأغرب من ذلك، قول معمم شيعي في برنامج تلفزيوني أن عدد الأسرى الذين جاء بهم بنو أمية من تونس وحدها وقت حملة حسان بن النعمان بلغ مليونًا من الأطفال القصر! ولعمري هذا هو الهذيان؛ لأنه إذا كان في تونس وقتها مليون من القصر، فكم كان عدد سكانها في ذلك الوقت، وما بالها ما زالت لا تزيد على اثني عشر مليونا بعد أكثر من ١٣٠٠ عام، لا سيما إن عرفنا أن جميع سكان الأرض في هذه الفترة تراوح بين ١٧٠ مليونًا إلى ٢٠٠ مليون، فكيف يكون عدد الأسرى من بعض القصر في تونس مليونا؟!
ومن المبالغات السمجة أيضا، المبالغة في القوة، لا سيما في جانب الأفراد، فرأينا الحضارة اليونانية تمجد هرقل، كبطل إلهي هو ابن الإله زيوس والبشرية ألكميني يشتهر بقوته الخارقة، ويصرع العشرات من الرجال، ومثله خرافة شمشون في العهد القديم (سفر القضاة) البطل اليهودي الأسطوري الذي يقتل الآلاف من الأعداء الفلسطينيين، وينهي حياته بقتل ثلاثة آلاف فلسطيني بضربة واحدة.
هذه المبالغات لا يخلو منها شعب أو حضارة.
ولكن أسوأ المبالغات، هي التي يتبرع بذكرها العدو لعدوه فيبالغ في قدراته وقوته ليعطيه أحيانا قدرات إلهية!.
ومن ذلك ما يفعله بعض المسلمين عند حديثهم عن القدرات التي عند الصهيونية العالمية، أو حتى الصهيونية اليهودية!.
– فهناك من يجعلهم مجموعة من العباقرة الذين يجلسون في جزيرة في الكاريبي مثلا يقدرون أقدار العالم، ويخططون لكل بلد وكل مدينة، سياسة واقتصادًا، وأخلاقًا..
– وهناك من يعطيهم علم الغيب، فهم الذين يستشرفون المستقبل ويملكون مفاتيح الغيب، ولا تقع واقعة في العالم إلا ولهم بها علم قبل أن تقع، فهم الذين يراقبون الناس حتى فيما يكنون في ضمائرهم.
– وهناك من يعطيهم كل أسباب القوة، ويجعل لهم السطوة على كل صغير وكبير وحاكم ومحكوم، فهم الذين يخترقون الكي جي بي، والسي آي إيه، والإم آي سيكس، والمخابرات العربية، وهم الذين يسلطون أقمارهم الصناعية ووسائل التجسس على الكل، حتى إنهم يراقبونك في قبو منزلك!!.
– وهناك من يعطيهم مفاتيح الذكاء، وحقائق العلم والعلوم، وما الأغيار بالنسبة لهم، إلا كمثل حيوان الكوكا قياسا بالثعلب أو الأخطبوط، فالموساد هو أفضل جهاز مخابرات عقولًا وإمكانات، وشيروت بيتحون كلالي (الشاباك) أفضل جهاز أمني في العالم، وكذا وكذا..
– وفي الحرب والقتال هناك من يبالغ في قدراتهم، حتى حد الاستيئاس، فهو الجيش الذي يملك ٢٠٠ رأس نووي، وهو الذي يملك سلاح طيران يطير فيه الطيار عدد آلاف الساعات، ويعاد إعداد الطائرة في دقائق معدودة، وهو الجيش الذي تستطيع أسلحته الوصول لدولة شيلي والبيرو وجزر فيجي وأستراليا!، وهو الجيش الذي يملك أسلحة الليزر التي تشوي الوجوه والجلود! وكأنها وادي ويل في جهنم.
– وفي السياسة فهم الدهاة الذين يتلاعبون بكل ساسة العالم في أمريكا وروسيا وأوروبا من قديم، وهم الذين يؤطّرون وينظرون لكبار الجماعات والمؤسسات البحثية.
– وفي المحيط الإقليمي هم الذين يتحكَّمون في الحكام والجيوش العربية والإسلامية، وهم الذين يقررون من يبقى ومن يذهب، وهم الذين يختارون القادة والكوادر، ويراقبون الجميع، فيذهبون بهذا لضعف ولائه لمشروعهم، ويأتون بالبديل الجاهز.
– وفي عالم الأسواق والمال هم سادة الميدان، فلهم القدرة المطلقة في إسقاط اقتصاديات دول ورفع أخرى، وهم الذين يغرقون الأسواق بما يريدون، وينضبونها إذا أرادوا!! وكأنهم أعطوا خزائن الأرض بلا منازع!
فهل حقّا الصهيونية بهذه القوة والقدرات؟!
والصواب الذي لا صواب غيره أن هذا التصور خاطئ، تاريخًا وحاضرًا، والغريب أن الصهاينة أنفسهم ليس لديهم هذه الثقة التي يمنحها لهم أعداؤهم مؤسسات وأفرادًا!
وبنظرة تاريخية:
لو افترضنا أن التاريخ اليهودي والحضارة اليهودية قد بدأت بخروج سيدنا موسى من مصر ومعه بقايا أسباط بني إسرائيل، والذي وقع في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، يكون التاريخ اليهودي العملي حوالي ٣٥٠٠ سنة، فإذا أخرجنا منها فترة إنشاء الدولة وهي أقل من ثمانين سنة حتى الآن، نجد أننا نتكلم عن أكثر من أربعة وثلاثين قرنًا من الزمان.
والسؤال: ماذا أنتجت الحضارة الصهيونية في هذه القرون من أسباب القوة والسلطة في العالم؟ وكم عدد المؤثرين منهم في التراث البشري بكل أشكاله، بل كم عدد المؤثرين في التراث اليهودي منذ موسى عليه السلام حتى الآن؟
وللإجابة عن هذا السؤال سآخذ إحصائية أقامتها هيئة صهيونية في دولة الاحتلال وذلك في سنة ٢٠١٦، حيث أقام «متحف الشتات» في تل أبيب معرضًا تفاعليًّا بعنوان «أبطال وروّاد الشعب اليهودي»، عبر التاريخ.
ومن خمسة وثلاثين قرنًا من الزمان وجدنا أبطال الصهيونية هم ١٤٤ شخصًا فقط كما نقلت صحيفة «هآرتز». وهؤلاء تمّ توزيعهم على فئات: فمنهم رياضيون، علماء، أيقونات ثقافية، مفكرون، ثوريون، زعماء، أفراد شجعان، اقتصاديون ورجال أعمال، فجاء منهم موسى، ويهوذا المكابي، وداود، ويشوع بن نون، ويهوذا الناسي، وشموئيل هناغيد (إسماعيل بن النغريلة)، وبنجامين دزرائيلي، ومنهم كارل ماركس، وسيغموند فرويد، والميموني، بل منهم سليمان بن جبيرول (شاعر وفيلسوف أندلسي)، وليلى مراد المطربة المصرية مولدًا ووفاة والمسلمة ديانة!
على طول التراث الممتد أقل من مائة وخمسين مؤثرًا!
ومع ذلك فإذا نظرنا للقائمة سنجد:
١- أننا إذا تجاوزنا عن النبي موسى والنبي داود اللذين يشترك فيهما الإسلام مع اليهودية، فإننا نجد أن القائمة لا تسلم من مآخذ ينتج عنها تراجع العدد بصورة ملحوظة، ومن ذلك اعتبار كارل ماركس، فهل كان ماركس يهوديًّا وهو الذي كتب عن دور اليهود الخبيث في قيم الرأسمالية والبرجوازية، وهو الذي اعتبر أن الدين نوع من المخدرات.
ومثل ذلك يقال عن الشاعر كريستيان يوهان هنريش، فهل كان حقًّا يهوديًّا؟ وهو الذي تحول للمسيحية فقط ليحصل على وظيفة في الدولة، وهو الذي تتلمذ على يد هيغل، وصادق ماركس، وصاحب الجملة التي تبناها ماركس (الدين هو الأفيون الروحي) وهو القائل (اليهودية ليست ديانة، إنها كارثة)، وهل كان بنيامين دزرائيلي يهوديًّا؟! أليس أبوه هو المؤرخ إيزاك دزرائيلي، الذي اختلف مع الجماعة اليهودية السفاردية في لندن حول مقدار الضرائب المقررة عليه، فاعتنق المسيحية عام 1817 م، عندما كان ابنه بنيامين في الثالثة عشرة من عمره. فتلقى ابنه نشأة مسيحية؟ وهل ليون تروتسكي اللينيني الشيوعي يهودي؟! وهو مؤسس المذهب التروتسكي الشيوعي، وسفاح قتل الآلاف من أعداء الثورة البلشفية لما كان مفوض الحرب في الحكومة اللينينية. وهل كانت السيدة ليلى مراد يهودية طول الوقت؟!
٢- إن من ينظر لطول التاريخ اليهودي ويقارنه بعدد المؤثرين في التاريخ الإنساني أو حتى في تاريخ الشعب اليهودي، يجد أن العدد شديد الضآلة، ولا يقارن بمن خلدتهم مدن مثل روما، أو دمشق، أو بغداد، أو القاهرة في كل التخصصات الفكرية والعلمية والإنسانية، فعظماء تاريخ أمة كاملة لا يقارن بمنتوج مدينة إسلامية واحدة!! هذا إن سلمنا أن الكل كان يهوديًّا حقًّا أو صهيونيًّا.
٣- المبالغة الشديدة في دور الشخصيات اليهودية، في التاريخ اليهودي أو في حركة العالم، فمثلا إذا أخذنا أحد عظماء اليهود المذكورين وهو الحاخام يوسف عوفاديا، نتساءل: من هو يوسف عوفاديا؟! وماذا قدم للإنسانية أو حتى اليهودية؟! إن ما قدمه الطبيب حسداي بن شبروط أعظم كثيرًا حتى لأبناء طائفته، وإن ورد في بعض الروايات أنه تحول للإسلام.
ومن ذلك أيضًا اعتبار مغنية عادية جدًّا اسمها سعاد زكي مصرية النشأة من المؤثرين في رحلة الفن! والحقيقة أن البعض بالكاد يعرف من هي سعاد زكي.
وعلى كل فليست الغرابة في شعب يكثر مآثره ولو بالباطل أو التجني على التاريخ، أو حتى بالسرقة للتراث البشري، ولكن الغرابة في عدو يستميت في إظهار عدوه القليل العدد والمآثر بهذه القوة والسطوة، حتى أعطوهم قدرة الإله في الفعل، قدرته في التدبير والمكر بالعاصين، قدرته في الإغناء والإفقار، والصحة والمرض، بل قدرته في استعمال الطبيعة جنديا!! فصار البعض يحيل الزلازل وغيرها لقدرة الصهاينة في التحكم في مقدرات الأرض والسماء فعلا ومنعًا!!
والحق الذي لا حق غيره، أنّ الصهيونية لا قوة لها، ولا حول لها بغير أمور مجتمعة:
– الدعم المعادي للإسلام والمسلمين سواء كان دينيًّا أو علمانيًّا.
– ضعف المسلمين وتخاذلهم واستحقاقهم الإذلال.
– تماسك النظام الصهيوني.
وفي كل الأحوال ليس الصهاينة بهذه القوة المزعومة، بل إن أمرهم أهون من الكثير ممن واجه الأمة طول تاريخها، فهم ليسوا بقوة ولا بأس المغول، الذين ما لبثوا وذابوا في دولة الإسلام، حتى صاروا أثرًا بعد خبر، ولا أعتى من قوة الصليبية الأوروبية؛ التي كان لديها أبطال حقيقيون مثل كونوراد الثالث أو لويس السابع أو ريتشارد قلب الأسد، أو فريدريك بارباروسا، أو حتى لويس التاسع، والذين هزم جلهم وخابوا ورجعوا مع فرسانهم وقوتهم.
فإذا علمنا أن أسباب تغلب الصهيونية هي أمور مؤقتة؛ لأنها ليست أمورًا ذاتية، علمنا مدى ضعف هذه الطائفة وهوان أمرها، فما هو إلا وقت ليس بالطويل حتى تتحول أسباب التفوق لأسباب الخسارة، فيرفع الغربي دعمه لسبب يخصه أو يخص مدعومه، أو يخص العدو المشترك، وهذه هي عادة الغرب الذي بنى سياسته وطريقته على النفاق منذ القديم. والثاني هو استفاقة المسلمين تحت وطأة القهر والظلم الذي سيخرج عن السيطرة مع غباء الوكلاء في المنطقة، والسيل الجارف يطلب المكان الخفيض، وليس أخفض من الصهاينة في عيون العرب والمسلمين. والثالث تفكك النظام الصهيوني كما حدث تاريخيًّا، حيث يتأثر النظام بما حوله من فساد وظلم، فينتقل له مما حوله ما يصيبه بالعدوى، ومنها القهر والظلم، وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، وفساد النظام الإداري، والفساد المالي والقضائي، وهذا ما بدأنا نراه جليًّا.
هكذا كانت قواعد علم الاجتماع وهكذا ستكون.
إن من ينشر هذا النوع من الدعاية العمياء عن قدرات عدوه، إما عميل مشترى، أو جاهل بحقائق التاريخ والواقع، أو مغرض له مصلحة. أما العملاء فما أكثرهم في هذا الزمان، والذين تراهم في زي كتاب وإعلاميين، ومدعي ثقافة، وسياسيين، ورجال أعمال، بل ورجال دين.
وأما الجهلاء فهو جمهور كبير فارق العقل واستهوته غيابات الجهل، وختم على فهمه بتقليد أعمى.
وأما أصحاب الغرض فهم الطبقة الحاكمة، والتي تريد بقاء ما هو كائن على ما هو عليه، والتي يرتبط وجودها بوجود حالة الضعف والخوف لدى الشعوب.
فإذا زدنا على ذلك ضعف أصحاب الرأي، وتأخير أصحاب العقل والفكر، تكون قد اكتملت دائرة العجز، وصرنا إلى ما صرنا إليه من إضفاء صفات الإله على الحركة الصهيونية.
وبنظرة معاصرة:
هل تدبير الصهيونية هو من هزم الجيوش العربية في حرب ١٩٤٨؟! أم ضعف الدول العربية وغياب الدول الإسلامية؟!
وهل تدبير الصهيونية هو من فرغ الجيوش العربية من خيرة الضباط إما بالقتل أو السجن أو الإبعاد كما حصل بعد ثورات ما بعد الحقبة الاستعمارية؟! أم هو حب السلطة والتنازع عليها مع جهل المتسلطين؟
وهل تدبير الصهيونية هو من ورط مصر في حرب اليمن التي أرهقت الجيش المصري في حرب لا نهاية لها، حتى صارت السرية تدعم بكتيبة، والكتيبة تدعم بلواء، ومع الحرب ضاع مخزون مصر من الذهب الذي ذهب رشاوى لبعض القبائل هناك؟
وهل تجسس الصهيونية هو الذي اكتشف الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث في حرب ١٩٧٣؟ أم أنه دعم الأقمار الصناعية الأمريكية الذي كان يغطي المنطقة طول الحرب؟
وهل تدبير الصهيونية هو الذي دفع الجيش العراقي للمهلكة في غزوه للكويت وضياع أكثر فرقه وأسلحته في طريق الموت وهو منسحب؟!
وهل تدبير الصهيونية من دبر الانقلابات العسكرية في كل البلاد العربية والإسلامية، وجعل الجيوش في مخاصمة مع الشعوب؟ أم هو الطمع والمصالح الخاصة؟
وهل تدبير الصهيونية هو من أوجد حركات إسلامية قصيرة النظر دينًا ودنيا، وجعلها في مخاصمة للحضارة الإسلامية والتحضر الإنساني؟! أم الشيوخ والعمائم واللحى التي لم تمس الحضارة لها قلبًا أو عقلا؟!
وهل تدبير الصهيونية من حول التيارات اليسارية إلى نخبة منبوذة اجتماعيًّا، معزولة فكريًّا، تعيش في عالم مواز؟! أم جماعة تبيع لسانها لمن يدفع، فلا هي يمين ولا يسار ولا وسط، بل مطية لكل جبار وعاتية؟!
وإذا كان هذا كله تدبير الصهيونية القدري، فلماذا لم يفلح مع المقاومين، ولماذا لم تستسلم له المقاومة في فلسطين، أو في أفغانستان، أو في العراق وغيرها، ولماذا لم يقع عليها القدر الصهيوني الكوني الذي لا فكاك منه؟!
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ» ولازمه أننا: (هزمنا بالخوف).
بل الصواب أننا تبادلنا نحن والصهاينة الأماكن؛ فأفادوا هم من قوله صلى الله عليه وسلم، وأفاد المسلمون من قول الصهاينة: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون) فانتصروا، وقعدنا نحن في التيه! د خالد نصر

موضوعات ذات صلة