مأساة طفل سوري

اليوم رأيت صورة لطفل سوري لاجئ في إدلب ، يجمع بين متناقضات ، لباس ردئ ، وشعر شعث ، وأقدام تنتعل الطين ، ووجه لم يمسسه الماء ، وبالمقابل رأيت عينين فيهما برأة الطفولة ، ونظرة للأمام وليس للأسفل ، طغى علي حزن وألم وفتح الشيطان أبواب أسئلة بدايتها معلومة ونهايتها مجهولة : ماذا جنى هذا الطفل ليقع له هذا ؟ تداركني الله بلطفه في ذات اللحظة وتذكرت أن السوأل ناقص حتى تكتمل الصورة ، فمن رأى ابن عباس يولد في شعب أبي طالب والقوم محصورون وسأل ذات السوال ، هل خطر بباله أن هذا الطفل سيكون جرأة وعلمها ومن رأى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يولد في الجبهة وأهله في الهجرة والخوف وضيق الحال ، وسأل ذات السوأل ، هل خطر بباله أن هذا الولد سيكون من أكبر التجار في زمانه ويصير مضربا للمثل في الكرم منافسا حاتما الطائي مؤخرا لقب ( بحر الكرم ) ومن رأى صلاح الدين يولد في حصن صببر محاصر بجنود الوزير بهرود في ليلة شديدة البرد تحت الخوف يخرجون بليل لا يلون على شئ وسأل ذات السوأل ، هل خطر بباله أن هذا الطفل سيكون فاتح بيت المقدس ومحررا من يد الصليبيين لا يجب السوأل عند الطارئ الصعب عظم يقينك وجل أملك ، بل سيكون لديك الأمل وسنقلبها من عندنا الى يقين وشعارنا ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )

موضوعات ذات صلة