View Categories

(ف447) ما مدى صحة حديث الاستعاذة من شر “غاسق إذا وقب” عند رؤية القمر؟ يقال: إنه مروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها.

أولًا: من جهة الرواية فالحديث رواه غير واحد من أهل السنن والمسانيد:
منهم الإمام أحمد بن حنبل في مسنده.
والترمذي في سننه.
والنسائي في سننه.
ورجالات السند ثقات.
والحديث من رواية السيدة عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ نظرَ إلى القَمَرِ، فقالَ: «يا عائشةُ استَعيذي باللَّهِ مِن شرِّ هذا، فإنَّ هذا هوَ الغاسِقُ إذا وقبَ».
ثانيًا: من جهة فقه الحديث فالنبي عليه الصلاة والسلام ينصح السيدة عائشة أن تستعيذ بالله من كل شر ومكروه إذا رأت القمر في خسوفه؛ لأن الغسق هو أول الليل وبداية دخول الظلام، و(وقب) تعني الانتشار والتمكن، والغاسق هو القمر، ومعناه: الليل إذا أظلم.
والظلام محتمل لكثير من الشرور والأذى لعدم القدرة على الرؤية وتمييز الأشياء، وهنا يكون الدعاء والاستعاذة من المكروهات المرتبطة بالظلام.
فنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم مرتبطة بحالة معينة من حالات القمر.
أما رؤية القمر منيرًا فهي آية من آيات الله تستحق الشكر وليس الاستعاذة.
قال تعالى: ﴿‌تَبَارَكَ ‌الَّذِي ‌جَعَلَ ‌فِي ‌السَّمَاءِ ‌بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ [الفرقان: 61].
وكان النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد يقول عند رؤية الهلال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله».
وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: «هلال خير ورشد -ثلاثًا- آمنت بالذي خلقك» ثلاث مرات، ثم يقول: «الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا».
المفتي: د خالد نصر