أولا: ماهية الغيبة:
أصلها من مادة (غ ي ب) أي: الذكر في غياب الشخص.
يقال: “اغتابه” إذا ذكره بما يكره وهو غائب، فهي ضد الحضور، إذ لا تسمى غيبةً إذا كان الشخص حاضرًا ويسمع.
والغيبة في الاصطلاح الشرعي عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره». قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه» [رواه مسلم].
فالمعنى الشرعي: ذِكر المسلم أخاه بما يكره في غيبته، سواء في خَلْقِه أو خُلُقه، في دينه أو دنياه، في بدنه أو أهله أو ماله، حتى لو كان ذلك حقًّا فيه.
وعلى ذلك فيشترط فيها الذكر والنطق، فهي لا تتحقق إلا إذا كان الكلام يُسمَع أو يُتصوَّر منه الوصول للآخرين، ومجرد مرور الكلام في النفس أو حتى تحريك اللسان دون أن يَسْمَعَ أحدٌ لا يُعدّ غيبة؛ لكنه قد يدخل في الهمّ بالمعصية أو سوء الخاطر.
ثانيا: همُّ النفس والخواطر:
من المهم أن نعرف ما يحدّث به المرء نفسه أو يجري على قلبه من خواطر، فهذا لا يُحاسب عليه العبد إذا لم يتكلم به ولم يعمل به، كما في الحديث: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» [متفق عليه].
لكن إذا تلفظت بالسب ولو لم يسمعه أحد، فهو ذنب بينك وبين الله (من جهة الأدب مع اللسان)، لكنه لا يُعدّ غيبة؛ لأن الغيبة متعلقة بحق الغير، ويشترط فيها الذكر ولا يكون هذا إلا بمذكور ومذكور عنده ممن يعد من أهل السماع، فلو ذكرت شخصا بسوء عند من لا يسمع كميت أو أصم، وإن عد معصية فلا يعد غيبة.
إذن: هنا ثلاثة مصطلحات يحسن أن نوجّهها، ونبين الفروق الدقيقة بينها:
1- الغيبة: أن تذكر أخاك بما يكره وهو غائب.
2- البهتان: أن تذكره بما ليس فيه، سواء كان حاضرًا أو غائبًا.
3- النميمة: أن تنقل كلام الناس بعضهم إلى بعض لإفساد ذات البين.
المفتي: د خالد نصر
أصلها من مادة (غ ي ب) أي: الذكر في غياب الشخص.
يقال: “اغتابه” إذا ذكره بما يكره وهو غائب، فهي ضد الحضور، إذ لا تسمى غيبةً إذا كان الشخص حاضرًا ويسمع.
والغيبة في الاصطلاح الشرعي عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره». قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه» [رواه مسلم].
فالمعنى الشرعي: ذِكر المسلم أخاه بما يكره في غيبته، سواء في خَلْقِه أو خُلُقه، في دينه أو دنياه، في بدنه أو أهله أو ماله، حتى لو كان ذلك حقًّا فيه.
وعلى ذلك فيشترط فيها الذكر والنطق، فهي لا تتحقق إلا إذا كان الكلام يُسمَع أو يُتصوَّر منه الوصول للآخرين، ومجرد مرور الكلام في النفس أو حتى تحريك اللسان دون أن يَسْمَعَ أحدٌ لا يُعدّ غيبة؛ لكنه قد يدخل في الهمّ بالمعصية أو سوء الخاطر.
ثانيا: همُّ النفس والخواطر:
من المهم أن نعرف ما يحدّث به المرء نفسه أو يجري على قلبه من خواطر، فهذا لا يُحاسب عليه العبد إذا لم يتكلم به ولم يعمل به، كما في الحديث: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» [متفق عليه].
لكن إذا تلفظت بالسب ولو لم يسمعه أحد، فهو ذنب بينك وبين الله (من جهة الأدب مع اللسان)، لكنه لا يُعدّ غيبة؛ لأن الغيبة متعلقة بحق الغير، ويشترط فيها الذكر ولا يكون هذا إلا بمذكور ومذكور عنده ممن يعد من أهل السماع، فلو ذكرت شخصا بسوء عند من لا يسمع كميت أو أصم، وإن عد معصية فلا يعد غيبة.
إذن: هنا ثلاثة مصطلحات يحسن أن نوجّهها، ونبين الفروق الدقيقة بينها:
1- الغيبة: أن تذكر أخاك بما يكره وهو غائب.
2- البهتان: أن تذكره بما ليس فيه، سواء كان حاضرًا أو غائبًا.
3- النميمة: أن تنقل كلام الناس بعضهم إلى بعض لإفساد ذات البين.
المفتي: د خالد نصر