View Categories

(ع25) هناك جدل على موضوع إذا كان يصح أن نقول: هل الله في السماء؟ ما رأي حضرتكم؟

هذا سؤال يكثر فيه الجدل، وهو في غالبه من باب الجدل النظري؛ لأن أكثر ما يتعلق بجلال الله هو من باب الغيب، ويعتمد على تفسير خبر الصادق سواء ظاهر نصوص القرآن أو السنة .
لكن الذي يحكمنا في هذا الباب بعض القواعد العامة ومنها :
١- أن الله سبحانه وتعالى وبنص القرآن: ﴿‌لَيْسَ ‌كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: 11]، ومعنى ذلك أن كل ما يقع على المخلوق من عوارض وتغايير ومنها حصوله في المكان، اتسع أو ضاق ، كل هذا لا يقع في جناب الله .
٢- أن الله سبحانه وتعالى له الملك المطلق والقدرة المطلقة، وبالتالي لا يصح أن يحده مكان، ولا يحصيه زمان، ولا يكيفه هيئة أو حال .
٣- أن السماء جهة بمقابلة غيرها من الجهات، والله سبحانه وتعالى جل أن ينتسب لجهة دون جهة؛ لأنه لا يخلو منه مكان.
وكذلك لأن السماء محدودة والله مطلق، فلا يحصر المحدود المطلق، وذلك كمن يريد أن يلبس رجلا بالغا جلباب طفل رضيع، ولله المثل الأعلى.
٤- أن السماء في القرآن لا تعني بالضرورة دائما الجهة، وإنما تشير للعلو في مقابل انخفاض الأرض عنها، والعلو هنا هو علو مكانة لا علو مكان؛ لأن كل عال عنده ما هو أعلى منه من جهة المكان .
والسماء قبلة الدعاء لعلو مكانتها، كما أن الكعبة قبلة الصلاة لعلو مكانتها، مع أن جبل أبي قبيس أعلى من الكعبة مكانًا .
وعلى ذلك :
فمن يقول: (الله في السماء) ويقصد بـ(في) المكانية فهو مخطئ، وإن قصد علو المكانة فهذا يسير مقبول .
المفتي: د خالد نصر